الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الرد على شبهة : سفل يدك فسفل يده على صدرها




قال الحافظ ابن حجر : " 3838 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِامْسَحْ وَجْهِي، وادع الله عز وجل لِي، قَالَ: فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهَا ودعا الله تعالى لَهَا. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ. فَسَفَّلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَفِّلْ يَدَكَ. فَأَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَاعَدَهَا.
3839 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا، فَمَسَحَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَيْكِ عَنِّي.
كَذَا فِيهِ، لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه.
3839 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حماد، ثنا حَنْظَلَةُ،عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكُنَّ يَأْتِينَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُنَّ. وَيَدْعُو لَهُنَّ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ. قَالَ: فَدَفَعَهَا، وَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي " اهـ .[1]
كل هذه الروايات لا تصح لان مدارها على حنظلة السدوسي , وقد ذكر الحافظ ابن حجر في التقريب انه ضعيف من السابعة , فقال : " 1583 حنظلة السدوسي أبو عبد الرحيم ضعيف من السابعة واختلف في اسم أبيه فقيل عبيد الله أو عبد الرحمن ت ق " اهـ .[2]
والطبقة السابعة هي طبقة اتباع التابعين كما ذكر الحافظ ابن حجر ,حيث قال : " السابعة: طبقة أتباع التابعين، كمالك والثوري " اهـ .[3]
وقد ذكره الامام البخاري في الضعفاء قائلا : " 87- حنظلة بن عبيد الله، أبو عبد الرحيم، السدوسي: يعد في البصريين، عن أنس وشهر، روى عنه حماد بن زيد، وجرير بن حازم، وهشام بن حسان، نسبه ابن المبارك، قال يحيى القطان: رأيته، وتركته على عمد، وكان قد اختلط " اهـ .[4]
وقال الامام ابن الجوزي : " 1042 - حَنْظَلَة بن عبيد الله أَبُو عبد الرَّحْمَن السدُوسِي الْبَصْرِيّ وَيُقَال ابْن أبي صَفِيَّة يروي عَن أنس وَشهر بن حَوْشَب
قَالَ يحيى بن سعيد تركته على عمد وَكَانَ قد اخْتَلَط قَالَ أَحْمد ضَعِيف مُنكر الحَدِيث يحدث بأعاجيب وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن حبَان اخْتَلَطبِأخرَة فَكَانَ لَا يدْرِي مَا يحدث فاختلط حَدِيثه الْقَدِيم بِحَدِيث الْأَخير تَركه يحيى الْقطَّان وَقَالَ ابْن معِين ضَعِيف " اهـ .[5]
ومما يؤكد بطلان هذه الرواية ما ثبت في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت : "  لاَ وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ " اهـ .[6]
وقال الامام الالباني : " و جملة القول أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح امرأة قط حتى ولا في المبايعة فضلا عن المصافحة عند الملاقاة " اهـ .[7]


1 - المطالب العالية  - ابو الفضل احمد بن علي بن حجر – ج 15 ص 618 .
2 - تقريب التهذيب – احمد بن علي بن حجر - ج 1 ص 184 .
3 - تقريب التهذيب – ابن حجر  - ص 25 .
4 - الضعفاء– ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري -  ص 51 .
5 - الضعفاء والمتروكون – ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج1 ص 241 – 242 .
6 - صحيح البخاري - بَابُ إِذَا أَسْلَمَتِ المُشْرِكَةُ أَوِ النَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الذِّمِّيِّ أَوِ الحَرْبِيِّ – ج 7 ص 49 , وصحيح مسلم - بَابُ كَيْفِيَّةِ بَيْعَةِ النِّسَاءِ – ج 3 ص 1489 .
7 - سلسلة الاحاديث الصحيحة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 2 ص 28 .

السبت، 22 أغسطس 2015

رد شبهة قراءة عمر فامضوا الى ذكر الله




قال الامام البخاري : " وَقَرَأَ عُمَرُ: «فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» " اهـ .[1]
قال الامام الطبري : "حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» " اهـ .[2]
فلم ينفرد عمر رضي الله عنه بهذه القراءة بل شاركه غيره من الصحابة الكرام , قال ابن عطية في المحرر : "  وقرأ عمر بن الخطاب، وعلي وأبي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وابن الزبير، وجماعة من التابعين: «فامضوا إلى ذكر الله» " اهـ .[3]
وقال الامام ابن الجزري : " (وَمِنْهَا) مَا يَكُونُ لِإِيضَاحِ حُكْمٍ يَقْتَضِي الظَّاهِرُ خِلَافَهُ كَقِرَاءَةِ (فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) ؛ فَإِنَّ قِرَاءَةَ فَاسْعَوْا يَقْتَضِي ظَاهِرُهَا الْمَشْيَ السَّرِيعَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَكَانَتِ الْقِرَاءَةُ الْأُخْرَى مُوَضِّحَةً لِذَلِكَ وَرَافِعَةً لِمَا يُتَوَهَّمُ مِنْهُ " اهـ .[4]
فهذا حرف منقول عن الصحابة الكرام , ولقد ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال : " إِنَّ هَذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ» " اهـ .[5]
وفي صحيح الامام مسلم : " 274 - (821) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ»، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا" اهـ .[6]
فهذه القراءة ثابتة عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم , ولقد ثبت في كتب الرافضة ان هذه القراءة منقولة عن غير عمر رضي الله عنه , قال الطبرسي في المجمع : "  { فاسعوا إلى ذكر الله } أي فامضوا إلى الصلاة مسرعين غير متثاقلين عن قتادة وابن زيد والضحاك وقال الزجاج: معناه فامضوا إلى السعي الذي هو الإِسراع وقرأ عبد الله بن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وروي ذلك عن علي بن أبي طالب (ع) وعمر بن الخطاب وأبي بن كعب وابن عباس وهو المروي عن ابي جعفر (ع) وأبي عبد الله (ع) " اهـ .[7]
وقال المفيد : " وروي عن جابر الجعفي قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليه السلام  فقرأت هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " قال : فقال عليه السلام : مه يا جابر كيف قرأت ؟ ! قال : قلت : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " قال : هذا تحريف يا جابر ، قال : قلت : فكيف أقرء - جعلني الله فداك - ؟ قال : فقال : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله " هكذا نزلت يا جابر لو كان سعيا " لكان عدوا " لما كرهه رسول الله صلى الله عليه وآله لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة ، يا جابر لم سميت يوم الجمعة جمعة ؟ قال : قلت : تخبرني جعلني الله فداك ، قال : أفلا أخبرك بتأويله الأعظم ؟ قال : قلت : بلى جعلني الله فداك ، قال : فقال : يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عز وجل جمع ذلك اليوم الأولين والآخرين وجميع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شئ خلق ربنا والسماوات والأرضين والبحار والجنة والنار وكل شئ خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالولاية وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض : " ائتيا طوعا " أو كرها " قالتا أتينا طائعين "  فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين ، ثم قال عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة " من يومكم هذا الذي جمعكم فيه والصلاة أمير المؤمنين عليه السلام يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شئ خلق الله والثقلان الجن والإنس والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عز وجل " فامضوا إلى ذكر الله " وذكر الله أمير المؤمنين " وذروا البيع " يعني الأول " ذلكم " يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وولايته " خير لكم " من بيعة الأول وولايته " إن كنتم تعلمون " ، " فإذا قضيت الصلاة " يعني بيعة أمير المؤمنين " فانتشروا في الأرض " يعني بالأرض : الأوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين عليه السلام كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض " وابتغوا فضل الله " قال جابر : " وابتغوا من فضل الله " قال : تحريف هكذا أنزلت وابتغوا فضل الله على الأوصياء " واذكروا الله كثيرا " لعلكم تفلحون " ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد " إذا رأوا " الشكاك والجاحدون " تجارة " يعني الأول " أو لهوا " يعني الثاني انصرفوا إليها قال : قلت : " انفضوا إليها " قال : تحريف هكذا نزلت " وتركوك " مع علي " قائما " ، قل " يا محمد " ما عند الله " من ولاية علي والأوصياء " خير من اللهو ومن التجارة " يعني بيعة الأول والثاني للذين اتقوا ، قال : قلت : ليس فيها للذين اتقوا ، قال : فقال : بلى هكذا نزلت الآية وأنتم هم الذين اتقوا " والله خير الرازقين " ( 1 ) .
_______________
( 1 ) نقله البحراني من الكتاب في تفسير البرهان ج 4 ص 334 . وفي جميع المواضع التي قال عليه السلام : " هكذا نزلت " أي بذلك التأويل نزلت كما هو الظاهر لمن تدبر أو تتبع أخبار التحريف . " اهـ . [8]
فهذا الغفاري قد علق على الرواية في الحاشية ولم يضعفها , او يطعن بصدورها من الامام الصادق , ولهذا نرى ان الطبرسي قد ذكر ان هذه القراءة منقولة عن الامام الصادق .
فاذا طعن احد بهذه الرواية من كتاب الاختصاص فنقول له اقرأ ما كتبه علي اكبر غفاري في مقدمة الكتاب , ثم انتقده قبل ان تنتقدنا لاننا نستشهد بمثل هذه الرواية , قال علي اكبر : " أما تأليفه هذا الذي أوقفني حظي عليه وساعدتني السعادة لتخريجه وتصحيحه و نشره ( الاختصاص ) فهو كما قال مؤلفة الفحل البطل : " مجموعة تحتوي فنونا " من الأحاديث وعيونا " من الأخبار ، ومحاسن من الآثار والحكايات في معان كثيرة من مدح الرجال و فضلهم ، وأقدار العلماء وفقههم " . والكتاب هو بما في طيه من الغرر والدرر والدروس العالية والأبحاث القيمة يعرف عن نفسه ويعرب عن قيمته الغالية ولا يحتاج إلى سرد جميل الثناء عليه وتسطير الكلم في إطرائه . بذلت - ولله الحمد - وسعي في تصحيحه وتخريج أخباره من الأصول المعتبرة المعتمدة عليها وأشرت إلى المنقول منه المبثوث في مجلدات " البحار " وأجزاء " تفسير البرهان " وغيرهما ، وكان يهمني ذلك كله لدفع توهم أن كان الكتاب عسى ألا يكون هو الاختصاص المعروف الذي نقل منه العلامة المجلسي وغيره من الأعاظم ، ولما في غضونه من الحقائق والدقائق والرقائق ، ونوادر من غرائب الأخبار الواردة في شأن الأئمة عليهم السلام التي يثقل بعضها على البعداء من عرفان الحديث ولا يكاد يتحملها ضعفاء الأفهام وحديثهم  صعب مستصعب لا يتحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبة للإيمان " وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : " لو جلست أحدثكم ما سمعت من فم أبي القاسم صلى الله عليه وآله لخرجتم من عندي وأنتم تقولون : إن عليا " من أكذب الكاذبين  " . ولعل من هذه الجهة سماه مؤلفه الفذ الاختصاص فأوضحت مشكله ، وفسرت غريبه ، وشرحت معضله ، وتصديت لذلك مستعينا " بالله وأنا قصير الباع ، وبضاعتي مزجاة ، ومنتي قليلة ، والعمل خطير فادح عبؤه ، وكانت النسخ  الموجودة لدينا قد لعبت بها يد النساخ وصحفها قلم الكتاب ، فقاسيت ما قاسيت في ترصيفه وتحملت من المشاق في تصحيحه ولست بمستعظم عملي وما أبرء نفسي عن زوغ البصر ، وأرجو من القراء الكرام إذا مروا فيه بعثرة أو غفلة أو هفوة مروا كراما " والعصمة من الله لرسله وحججه عليهم السلام . هذا ولا ننسي الثناء على زميلي المحترم الشريف السيد محمود المحرمي الزرندي حيث عاضدني وأعانني في تخريج بعض الأحاديث وتفضل ورتب للكتاب ستة فهارس : للمطالب والآيات والأشعار والأعلام والأماكن وغير ذلك وعلى الله بره ودره . علي أكبر الغفاري " اهـ .[9]
لقد وضح علي اكبر غفاري ان الاستشناع لشيء من الاخبار المنقولة في هذا الكتاب عن الائمة يكون من ضعفاء الافهام  , وذلك لضعف فهمهم , وان كلام الائمة صعب مستصعب , وان الافهام الضعيفة هي التي لا تفهمه , فرجح ان يكون سبب تسمية هذا الكتاب بالاختصاص لهذا السبب , فلو كان هذا الاثر مردودا لبينه , ورده .


1 - صحيح البخاري - بَابُ قَوْلِهِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} – ج 6 ص 151 .
2 - تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – ج 22 ص 641 .
3 - المحرر الوجيز - أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الاندلسي – ج 5 ص 309 .
4 - النشر في القراءات العشر – ابو الخير محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري – ج 1 ص 29 .
5 - صحيح البخاري - بَابُ أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ -  ج 6 ص 184 , وصحيح مسلم - بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَبَيَانِ مَعْنَاهُ – ج 1 ص 560 .
6 - صحيح مسلم - بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَبَيَانِ مَعْنَاهُ – ج 1 ص 562 .
7 - تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن- الطبرسي - ج 10 ص 13 .
8 - الاختصاص - المفيد –  تحقيق علي اكبر غفاري - ص 128 – 130 .
9 - الاختصاص - للمفيد - ص كلمة المصحح علي اكبر غفاري – ص 5 – 6 .

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

بيان جهل الرافضة في حديث : انت ولي كل مؤمن بعدي



قال الامام الترمذي : " 3645 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَمَضَى فِي السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ جَارِيَةً فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ وَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَجَعُوا مِنْ السَّفَرِ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِحَالِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَتْ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ
تحقيق الألباني : صحيح ، الصحيحة ( 2223 ) " اهـ .[1]

في هذا الحديث بيان من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم باثبات ولاية علي رضي الله عنه التي هي ضد المعاداة , والبغض , اي انها بمعنى المحبة والمناصرة , وهي ثابتة لعلي رضي الله عنه في حياته وبعد مماته , فنحن نوالي عليا رضي الله عنه الان وهو ميت وليس بخليفة , ولهذا نقول ان هذا الحديث ليس فيه ما يدعيه الرافضة من ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد نصب عليا رضي الله عنه للخلافة بل ان مفهومه هو مناصرة , ومحبة علي رضي الله عنه وهذا متحقق في الامة , ومن القرائن الدالة على معنى هذا الحديث الشريف ما جاء في صحيح الامام البخاري : " 4447 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، " كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا "، فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ العَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ عِنْدَ المَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ، إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اهـ .[2]
فهذا الحديث الذي دار بين العباس وعلي رضي الله عنهما في مرض موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وكلاهما من العترة الطيبة المباركة دال على عدم وجود اي نص من النبي صلى الله عليه واله وسلم لاحد بالخلافة من بعده , فلو كانت هناك وصية لعلي رضي الله عنه لما قال له العباس رضي الله عنه فلنسألن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيمن هذا الامر ان كان فينا علمنا ذلك , وان كان في غيرنا علمناه فاوصى بنا , ثم نرى رد علي رضي الله عنه بكلام يدل على عدم وجود اي وصية له , فلو كانت هناك وصية لعلي رضي الله عنه لقال للعباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اوصى لي في الغدير , وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه , فدل هذا بكل وضوح على عدم وجود اي وصية لعلي رضي الله عنه .
وفي كتاب السنة للامام عبد الله بن احمد بسند صحيح كما قال محقق الكتاب الدكتور القحطاني , قال الامام عبد بن الامام احمد : " 1336 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ثِقَةٌ، وَأَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وُجُودُ أَبِي عَاصِمٍ أَقَامَ إِسْنَادَهُ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَلَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي الْإِمَارَةِ شَيْئًا وَإِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ رَأَيْنَاهُ» " اهـ .[3]
فهذا الاثر الصحيح عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه صريح كل الصراحة على عدم وجود وصية بالخلافة له رضي الله عنه .
وثبت ايضا عند الامام الحاكم والامام البزار وغيرهما بسند صحيح ان عليا رضي الله عنه قال ان الله قد جمع الامة بعد نبيها صلى الله عليه واله وسلم على خيرها , واحتج بهذا الامر على عدم الوصية لاحد من بعده رضي الله عنه , قال الامام الحاكم : " 4467 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَخْلِفُ، وَلَكِنْ إِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِالنَّاسِ خَيْرًا، فَسَيَجْمَعَهُمْ بَعْدِي عَلَى خَيْرِهِمْ، كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ»
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
4467 - صحيح " اهـ .[4]
وقال الحافظ الهيثمي : " 14334 - وَعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قِيلَ لَعَلِيٍّ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: «مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْتَخْلِفُ عَلَيْكُمْ، وَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بِالنَّاسِ خَيْرًا، فَسَيَجْمَعُهُمْ عَلَى خَيْرِهِمْ كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ».
رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، وَهُوَ ثِقَةٌ " اهـ .[5]
وفي لفظ اخر عند الامام البزار : "  871 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَا: نا أَبُو الْجَوَابِ، قَالَ: نا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ لِلِحْيَتِهِ مِنْ رَأْسِهِ فَمَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُبَيْعٍ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا فَعَلَ ذَلِكَ أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ قَالَ: قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَقْتُلَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا قَالَ: لَا وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ كَمَا تَرَكَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ وَقَدْ تَرَكْتَنَا هَمَلًا قَالَ: أَقُولُ لَهُمُ اسْتَخْلَفْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ ثُمَّ قَبَضْتَنِي وَتَرَكْتُكَ فِيهِمْ " اهـ .[6]
وقال الحافظ الهيثمي : " 14782 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُبَيْعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَقُولُ: لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَمَا يَنْتَظِرُ بِيَ الْأَشْقَى؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ قَالَ: إِذًا تَقْتُلُونَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي. قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ وَأَنْتَ فِيهِمْ؛ فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُبَيْعٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَرَوَاهُ
الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ " اهـ .[7]
فهذه الاثار الصحيحة على لسان امير المؤمنين علي رضي الله عنه صريحة في عدم وجود اي وصية له بالخلافة , وذلك لانه احتج بفعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعدم الوصية , ولهذا لم يوص لاحد من بعده رضي الله عنه وارضاه .
فقد تبين لنا من خلال النقولات المعتبرة لاهل الاسلام انه لا حجة بهذا الحديث الشريف على الامامة التي يقول بها الرافضة .


1 - صحيح وضعيف سنن الترمذي – محمد ناصر الدين الالباني – ج 8 ص 212 .
2 - صحيح البخاري - بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِهِ – ج 6 ص 12 .
3 - السنة لعبد الله بن أحمد - تحقيق د. محمد بن سعيد بن سالم القحطاني - ج 2 ص  570 .
4 - المستدرك على الصحيحين مع التلخيص للامام الذهبي - ابوعبد الله محمد بن عبد الله الحاكم - ج 3 ص 84 , ومسند البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو البزار - ج 2 ص 186 .
5 - مجمع الزوائد - أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي  - ج 9 ص 47 .
6 - مسند البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو البزار - ج 3 ص 92 .
7 - مجمع الزوائد - أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي  - ج 9 ص 137 .