لقد ثبت عند اهل السنة والجماعة , وكذلك عند الرافضة
زواج عمر رضي الله عنه من ام كلثوم بنت علي والتي امها فاطمة رضي الله عنهم جميعا
, وفي هذا الزواج فضيلة كبيرة لامير المؤمنين عمر رضي الله عنه , وتصوير حقيقي
للعلاقة الطيبة المباركة بين عمر واهل البيت رضي الله عنهم جميعا .
قال الامام البخاري : " 2881 - حَدَّثَنَا
عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ المَدِينَةِ،
فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ
المُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الَّتِي عِنْدَكَ، يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ
بِنْتَ عَلِيٍّ، فَقَالَ عُمَرُ: «أُمُّ
سَلِيطٍ أَحَقُّ، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، قَالَ عُمَرُ: «فَإِنَّهَا كَانَتْ
تَزْفِرُ لَنَا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ»، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "
تَزْفِرُ: تَخِيطُ " اهـ .[1]
وقال الامام ابن سعد : " وكان لعمر من الولد عبد الله وعبد الرحمن
وحفصة وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمحوزيد الأكبرلا بقية له ورقيةوأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
........" اهـ .[2]
واما في كتب الرافضة فقد قال الكليني : "
باب الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا
الْمَدْخُولِ بِهَا أَيْنَ تَعْتَدُّ وَ مَا يَجِبُ عَلَيْهَا
1- حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَ تَعْتَدُّ فِي بَيْتِهَا أَوْ حَيْثُ شَاءَتْ قَالَ بَلْ حَيْثُ شَاءَتْ إِنَّ عَلِيّاً ( عليه السلام ) لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ أَتَى أُمَّ كُلْثُومٍ فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى بَيْتِهِ " اهـ .[3]
وفيه ايضا : " 2
- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَ غَيْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ
سَالِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (
عليه السلام ) عَنِ امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا أَيْنَ تَعْتَدُّ فِي بَيْتِ
زَوْجِهَا تَعْتَدُّ أَوْ حَيْثُ شَاءَتْ قَالَ بَلَى حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلِيّاً ( عليه السلام ) لَمَّا مَاتَ عُمَرُ أَتَى
أُمَّ كُلْثُومٍ فَأَخَذَ بِيَدِهَا فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى بَيْتِهِ
" اهـ .[4]
وفي روضة المتقين : " و في الصحيح، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
امرأة توفي زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها تعتد أو حيث شاءت؟ قال: حيث شاءت، ثمَّ
قال: إن عليا عليه السلام لما مات عمر أتى أم
كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته .
و في الموثق كالصحيح، عن عبد الله بن سنان و معاوية بن عمار عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المتوفى عنها زوجها تعتد في بيتها أو حيث
شاءت؟ قال: بل حيث شاءت إن عليا عليه السلام لما توفي عمر أتى أم كلثوم و انطلق بها إلى بيته " اهـ .[5]
وفي تهذيب الاحكام للطوسي : " (1295)
15 محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد القمي عن القداح عن جعفر عن أبيه عليه
السلام قال: ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام وابنها
زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل فلم يورث احدهما
من الآخر وصلى عليهما جميعا " اهـ .[6]
فهذه
الروايات كلها تؤكد الزواج , فان قال الرافضة ان عليا رضي الله عنه قد زوجها مرغما
, ولقد نقل الكليني عن الصادق ان ذلك فرج مغصوب كما
قال في الكافي : " عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ
أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ حَمَّادٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي تَزْوِيجِ أُمِّ
كُلْثُومٍ فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ فَرْجٌ غُصِبْنَاهُ " اهـ .[7]
فنقول
ان هذا طعن بعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم اذ كانوا في تلك الفترة , فلم يحموا
عرضهم , ولمعترض ان يقول للرافضة كيف تستأمن الامة ثلاثة ائمة على ارواحها ,
واعراضها , وهم لا يستطيعون المحافظة , والدفاع عن عرضهم !!! .
بعد
ان اثبتنا صحة الزواج عند الفريقين اقول قد ثبت عند السنة والشيعة ان الشخص اذا
تقدم للزواج وكان مرضي الدين والاخلاق فانه يُزوج , وهذا دليل صريح على تزكية علي
لعمر رضي الله عنهما وانه قد رضي دينه وخلقه , ففي سنن الامام الترمذي بسند حسن
كما قال العلامة الالباني من حديث ابي
هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم
قال : " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ
فَزَوِّجُوهُ
إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" اهـ .[8]
واما في كتب الرافضة فقد قال النوري : "
(16466) 1
الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى اله عليه وآله): إذا
أتاكم من ترضوندينه وأمانته فزوجوه، فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير،
(16467) 2 دعائم الاسلام: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه نهى أن يرد المسلم أخاه المسلم إذا خطب إليه ابنته رضي دينه وقال: (الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير) " اهـ .[9]
وقد ذكر الميرزا النوري في خاتمة المستدرك ان كتاب الجعفريات
معول عليه عندهم , حيث قال : " 1 - أما الجعفريات : فهو من الكتب القديمة المعروفة المعول عليها ، لإسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما
السلام " اهـ .[10]
فعمر وام كلثوم رضي الله عنهما كلاهما طيب , وصاحب دين ,
وخلق , فينطبق عليهما رضي الله عنهما قول الله تعالى : { لْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا
يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) : النور } .